نعيش اليوم الثالث عشر من رمضان مع الحبيب وعطر حديثه الذى يحمل لنا البشرى والأمل فى رحمة الله، حديث الرحمة بالإنسان فالمحاسبة تكون على ما ارتكبه من أفعال وهو حر الارادة وفى حالة وعى وإدراك.
عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لى عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" .حديث حسن رواه ابن ماجه.
(قوله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى تجاوز لى عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) أى تجاوز عنهم فى الحساب إثم الخطأ والنسيان وما فعلوه مكرهين ، ويستثنى من النسيان ماتعاطى الإنسان من محرمات تؤدى إليه، ومما استكرهوا عليه الزنا والقتل فلا يباحان بالإكراه..
فى معنى الحديث يقول الشيخ إبن عثيمين . رحمه الله للتكليف موانع منها الجهل والنسيان والإكراه والجهل، عدم العلم والنسيان، ذهول القلب والعقل عن شئ معلوم فمتى فعل شيئا ناسيا فلا شئ عليه، كمن أكل فى الصيام أو ترك واجبا ناسيا ولكن عليه فعله إذا ذكره ، لقول النبى صلى الله عليه وسلم من نسى صلاة فليصلها إذا ذكرها.
والجهل الذى يعذر صاحبه هو الجهل بالتحريم وليس الجهل بالعقوبة فمتى علم بالتحريم يحاسب على الفعل حتى لو لم يعلم بالعقوبة. والمفصود باستكرهوا عليه أى حملوا على فعله قهرا.
وصف المناوى – رحمه الله – الحديث يأنه يعد نصف الاسلام، لأن الفعل إما بقصد وإختيار أو لا ، والخطأ والنسيان والإكراه فى القسم الثانى.
وفى معناه يقول العينى –رحمه الله - الخطأ فى اللغة ضد العمد، وفى الاصطلاح الفعل من غير قصد تام، حكم الخطأ مرفوع ، لكن فى حق الله تعالى لا فى حق العباد . والنسيان ضد الذكر والحفظ وهو يعترى الانسان بدون اختياره فيوجب الغفلة.
والخطأ والنسيان معفو عنهما بنص القرآن قال الله تعالى (ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) البقرة 286 فقال الله "قد فعلت"
وقال الله تعالى (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما) الأحزاب-5
-------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي